ماليزيا .. دولـة‭ ‬المعلوميـــات‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭

16:27
تعتبر‭ ‬كوالالمبور‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المدن‭ ‬الماليزية،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تطورها‭ ‬العمراني،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الثقافات‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بالتجاور‭ ‬والاعتراف‭ ‬بالآخر‭ ‬رغم‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬‮"‬الملايو‮"‬‭ ‬عن‭ ‬غيرهم‭.‬
بدأت‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1995‭ ‬حين‭ ‬قررت‭ ‬الحكومة‭ ‬الفيدرالية‭ ‬الماليزية‭ ‬وبالاستعانة‭ ‬بدراسة‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬أكبر‭ ‬الشركات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬استشارات‭ ‬الأعمال‭ ‬ماكنزي،‭ ‬وفي‭ ‬عهد‭ ‬مهندس‭ ‬النهضة‭ ‬الماليزية‭ ‬مهاتير‭ ‬محمد،‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬كانت‭ ‬سابقا‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مزرع‭ ‬لنخل‭ ‬الزيت‭ ‬
والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬زراعة‭ ‬رائدة‭ ‬ومربحة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أرجاء‭ ‬ماليزيا‭.‬
والمنطقة‭ ‬التي‭ ‬أسست‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬برواق‭ ‬الملتميديا‭ ‬الفائق‭ ‬(Multimedia Super Corridor‭) ‬لتحقيق‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬توصل‭ ‬ماليزيا‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين،‭ ‬وتدفع‭ ‬قدما‭ ‬بتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬سطرها‭ ‬مهاتير‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬رؤية‭ ‬ماليزيا‭ ‬2020،‭ ‬قد‭ ‬عرفت‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬نموا‭ ‬هائلا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬العقار‭ ‬والاستثمارات‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والتطوير‭.‬
والحديث‭ ‬عن‭ ‬المنطقة‭ ‬بإعجاب‭ ‬وتقدير‭ ‬إنما‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬مقوماتها‭ ‬اللوجيستيكية‭ ‬والبنيوية،‭ ‬أما‭ ‬حين‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالحيوية‭ ‬والحميمية‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬شبه‭ ‬إجماع‭ ‬أنه‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المباني‭ ‬الشاهقة‭ ‬والمكاتب‭ ‬الفخمة‭ ‬والجامعات‭ ‬المرموقة،‭ ‬فإن‭ ‬المنطقة‭ ‬لا‭ ‬تعطي‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬شعورا‭ ‬بالألفة‭ ‬ولا‭ ‬تفرض‭ ‬نفسها‭ ‬كمكان‭ ‬قد‭ ‬يستقر‭ ‬فيه‭ ‬المرء‭ ‬يوما،‭ ‬وحتى‭ ‬وجود‭ ‬العائلات‭ ‬فيها‭ ‬فهو‭ ‬نادر‭ ‬ومحدود‭. ‬وربما‭ ‬قد‭ ‬تغيّر‭ ‬مراكز‭ ‬التسوق‭ ‬والمباني‭ ‬الضخمة‭ ‬المستحدثة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭.‬
هذا‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬جارتها‭ ‬الإدارية،‭ ‬مدينة‭ ‬بوتراجايا‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬وليد‭ ‬رؤية‭ ‬وتصور‭ ‬مهاتير‭ ‬مجددا‭ ‬لمدينة‭ ‬إدارية‭ ‬تجمع‭ ‬كل‭ ‬الوزارات‭ ‬والمصالح‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬جغرافية‭ ‬واحدة‭ ‬مجهزة‭ ‬ومبنية‭ ‬على‭ ‬أحدث‭ ‬طراز‭ ‬معماري‭ ‬يزاوج‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأصالة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬المعمار‭ ‬الإسلامي‭ ‬والتي‭ ‬تجعل‭ ‬منها‭ ‬تحفة‭ ‬معمارية‭ ‬إسلامية‭ ‬بامتياز‭ ‬وبين‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬تخطيط‭ ‬وتنظيم‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية‭. ‬وهذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عوامل‭ ‬ديموغرافية‭ ‬قد‭ ‬جعل‭ ‬منها‭ ‬مكانا‭ ‬أكثر‭ ‬حميمية‭ ‬وجمالا‭ ‬من‭ ‬سيبرجايا‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭.‬
مدينة‭ ‬التطور‭ ‬والرفاهية
حياة‭ ‬طالب‭ ‬مثلي‭ ‬مستقر‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬سيبرجايا‭ ‬منذ‭ ‬سنتين،‭ ‬يدرس‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬وضع‭ ‬حجر‭ ‬أساسها‭ ‬نفس‭ ‬مؤسس‭ ‬المدينتين،‭ ‬لتكون‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬النهضة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الماليزية،‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬كبير‭ ‬منها‭ ‬مملة‭ ‬وتغلب‭ ‬عليها‭ ‬رتابة‭ ‬قد‭ ‬تجعلها‭ ‬مادة‭ ‬كتابية‭ ‬غير‭ ‬مسلية،‭ ‬لذلك‭ ‬دعونا‭ ‬ننتقل‭ ‬إلى‭ ‬عاصمة‭ ‬ماليزيا،‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬‮"‬التطور‭ ‬والرفاهية‮"‬‭ ‬شعارا‭ ‬لها‭.‬
الطريق‭ ‬إلى‭ ‬كوالالمبور‭ ‬من‭ ‬سيبرجايا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لطالب‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬لديه‭ ‬عن‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬يمر‭ ‬عبر‭ ‬مرحلتين،‭ ‬الأولى‭ ‬توصلك‭ ‬إلى‭ ‬محطة‭ ‬الحافلات‭ ‬المركزية‭ ‬ببوتراجايا‭ ‬والثانية‭ ‬تأخذك‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬قلب‭ ‬كوالالمبور،‭ ‬إما‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬حافلة‭ ‬أخرى‭ ‬أو،‭ ‬وبالزيادة‭ ‬على‭ ‬ضعف‭ ‬أجرة‭ ‬الحافلة‭ ‬بقليل،‭ ‬ركوب‭ ‬القطار‭ ‬السريع‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬المطار‭ ‬والمتجه‭ ‬نحو‭ ‬العاصمة،‭ ‬والفرق‭ ‬في‭ ‬ثمن‭ ‬التذكرة‭ ‬يظهر‭ ‬جليا‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬والسرعة‭ ‬والتنظيم‭.‬
في‭ ‬العاصمة‭ ‬وكما‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أرجاء‭ ‬ماليزيا،‭ ‬تجد‭ ‬أعراقا‭ ‬متعددة،‭ ‬فسكان‭ ‬ماليزيا‭ ‬والذين‭ ‬يقاربون‭ ‬الثلاثين‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬ينقسمون‭ ‬إلى‭ ‬مجموعات‭ ‬عرقية‭ ‬رئيسية‭ ‬هي‭ ‬الملايو‭ ‬وهم‭ ‬الغالبية‭ ‬المسلمة،‭ ‬ويشكلون‭ ‬نصف‭ ‬السكان‭ ‬ثم‭ ‬الصينيين‭ ‬الممسكين‭ ‬بزمام‭ ‬جانب‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الماليزي‭ ‬ويشكلون‭ ‬نسبة‭ ‬الربع‭ ‬تقريبا،‭ ‬بينما‭ ‬السكان‭ ‬الأصليون‭ ‬والذي‭ ‬مازال‭ ‬بعضهم‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬الطقوس‭ ‬القبلية‭ ‬الوثنية‭ ‬القديمة‭ ‬داخل‭ ‬غابات‭ ‬بورنيو‭ ‬ومناطق‭ ‬أخرى،‭ ‬فهم‭ ‬يشكلون‭ ‬نسبة‭ ‬11‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬ثم‭ ‬الهنود‭ ‬بنسبة‭ ‬7‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬والباقي‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬أخرى‭.‬
الشعب‭ ‬الماليزي‭ ‬في‭ ‬عامته‭ ‬تغلب‭ ‬عليه‭ ‬الطيبة‭ ‬والتسامح،‭ ‬وأستطيع‭ ‬القول‭ ‬بأنه‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬مكوثي‭ ‬هنا‭ ‬والتي‭ ‬تجاوزت‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬لم‭ ‬أر‭ ‬عراكا‭ ‬واحدا‭ ‬كلا‭ ‬طرفيه‭ ‬من‭ ‬الماليزيين،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬للسائح‭ ‬العادي‭ ‬مثالا‭ ‬على‭ ‬الانسجام‭ ‬والتعايش،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نظرة‭ ‬أعمق‭ ‬إلى‭ ‬مكنونات‭ ‬المجتمع‭ ‬ستعطي‭ ‬صاحبها‭ ‬صورة‭ ‬عن‭ ‬التمايز‭ ‬العرقي‭ ‬الملحوظ‭ ‬وتفضيل‭ ‬الملايو‭ ‬مثلا‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬غيرهم‭ ‬من‭ ‬الأعراق‭ ‬في‭ ‬تقلد‭ ‬المناصب،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإنني‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬أتطلع‭ ‬إلى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬صيني‭ ‬أو‭ ‬هندي‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬حكومية،‭ ‬لأن‭ ‬وجودهم‭ ‬هناك‭ ‬يعني‭ ‬أنهم‭ ‬يستحقون‭ ‬المنصب‭ ‬بالفعل،‭ ‬وأنهم‭ ‬يعملون‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعهم‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬التشريف‭ ‬الذي‭ ‬قلما‭ ‬يحظى‭ ‬به‭ ‬بنو‭ ‬عرقهم،‭ ‬فتكون‭ ‬خدمتهم‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬موظف‭ ‬ملايو‭ ‬نال‭ ‬المنصب‭ ‬كامتياز‭ ‬عرقي‭.‬
دعونا‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬ونلقي‭ ‬نظرة‭ ‬سريعة‭ ‬عليها،‭ ‬فمدينة‭ ‬كوالالمبور‭ ‬تأسست‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1850‭ ‬وتتميز‭ ‬بماني‭ ‬أيقونية‭ ‬ذات‭ ‬صيت‭ ‬عالمي‭ ‬كبرجي‭ ‬بتروناس‭ ‬واللذين‭ ‬ظلا‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬سنة‭ ‬2004‭ ‬أطول‭ ‬مباني‭ ‬العالم‭. ‬وتتميز‭ ‬المدينة‭ ‬ببنية‭ ‬تحتية‭ ‬متقنة‭ ‬تحميها‭ ‬من‭ ‬الأعاصير‭ ‬الاستوائية‭ ‬والتساقطات‭ ‬المطرية‭ ‬الشديدة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬السنة،‭ ‬وكذلك‭ ‬بخدمات‭ ‬نقل‭ ‬عمومي‭ ‬قوامها‭ ‬شبكات‭ ‬قطار‭ ‬وحافلات‭ ‬في‭ ‬المتناول‭.‬
المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬والموجودة‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬بوكيت‭ ‬بينتانغ،‭ ‬والتي‭ ‬تعني‭ ‬‮"‬ممشى‭ ‬النجم‮"‬‭ ‬باللغة‭ ‬الماليزية،‭ ‬هي‭ ‬منطقة‭ ‬تعج‭ ‬بالفنادق‭ ‬الفخمة‭ ‬ومراكز‭ ‬التسوق‭ ‬العالمية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مطاعم‭ ‬عربية‭ ‬منها‭ ‬مطاعم‭ ‬مغربية‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬البقالات‭ ‬والمتاجر‭ ‬العربية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬كذلك‭ ‬الحلاقين‭ ‬المغاربة‭ ‬والجزائريين‭ ‬المنتشرين‭ ‬عبر‭ ‬العالم‭. ‬
تجاور‭ ‬الثقافات‭ ‬والأعراق
المار‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭ ‬يتناهى‭ ‬إلى‭ ‬سمعه‭ ‬مهرجان‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬المختلفة،‭ ‬فمن‭ ‬عبارات‭ ‬عربية‭ ‬تدعوك‭ ‬بأدب‭ ‬إلى‭ ‬دخول‭ ‬مطعم،‭ ‬إلى‭ ‬تايلانديين‭ ‬أو‭ ‬صينيين‭ ‬لا‭ ‬يملون‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬عبارة‭ ‬‮"‬ماساج‮"‬‭ ‬ويلحّون‭ ‬على‭ ‬المارة‭ ‬بأسلوب‭ ‬يتنوع‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬إلحاح‭ ‬‮"‬كورتية‮"‬‭ ‬محطات‭ ‬الحافلات‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬الإيحاءات‭ ‬الجنسية‭ ‬لاستمالة‭ ‬الزبناء،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬محلات‭ ‬‮"‬الماساج‮"‬‭ ‬تنتشر‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الشارع‭ ‬وجانب‭ ‬كبير‭ ‬منها‭ ‬يقدم‭ ‬خدمات‭ ‬تتجاوز‭ ‬الترويض‭ ‬الطبي‭.‬
في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬المدينة‭ ‬يقع‭ ‬حي‭ ‬صيني‭ ‬وآخر‭ ‬هندي‭. ‬أما‭ ‬الأول‭ ‬فهو‭ ‬مركز‭ ‬تسوق‭ ‬شعبي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬شارع‭ ‬من‭ ‬عربات‭ ‬الباعة‭ ‬المتجولين‭ ‬وفيه‭ ‬تجد‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬البضائع‭ ‬المقلّدة،‭ ‬باعته‭ ‬أتقنوا‭ ‬فنون‭ ‬المساومة‭ ‬والتفاوض‭ ‬بل‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يعرف‭ ‬العد‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬لغات‭ ‬حتى‭ ‬يستطيع‭ ‬مساومتك‭ ‬على‭ ‬الثمن‭ ‬بمختلف‭ ‬اللغات‭. ‬أما‭ ‬الثاني‭ ‬فتميزه‭ ‬مبان‭ ‬وتماثيل‭ ‬ومعابد‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬الهندي،‭ ‬على‭ ‬جنبات‭ ‬الطريق‭ ‬تجد‭ ‬محلات‭ ‬ملابس‭ ‬وعطور‭ ‬وأطعمة‭ ‬وبهارات،‭ ‬ومزيج‭ ‬من‭ ‬الروائح‭ ‬يملأ‭ ‬الأجواء،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الأيام‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬منه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬سماع‭ ‬الموسيقى‭ ‬الهندية‭.‬
أما‭ ‬مساجد‭ ‬المدينة‭ ‬والمنتشرة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬أرجائها،‭ ‬فلكل‭ ‬قصته‭ ‬وبصمته‭ ‬المعمارية‭ ‬والهندسية‭ ‬الفريدة،‭ ‬منها‭ ‬الضارب‭ ‬في‭ ‬القدم‭ ‬والعراقة،‭ ‬ومنها‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬الطراز‭ ‬الحديث‭. ‬وداخل‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬نظام‭ ‬تدبير‭ ‬محكم،‭ ‬فنادرا‭ ‬ما‭ ‬تجد‭ ‬مسجدا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مكتب‭ ‬إدارة‭ ‬يتولى‭ ‬تدبير‭ ‬شؤون‭ ‬المسجد‭. ‬أما‭ ‬إن‭ ‬دخل‭ ‬وقت‭ ‬الصلاة‭ ‬وأنت‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المساجد،‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬تسوق‭ ‬مثلا‭ ‬أو‭ ‬بناية‭ ‬إدارية‭ ‬أو‭ ‬مؤسسة‭ ‬حكومية‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬فإنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬عليك‭ ‬إيجاد‭ ‬مكانا‭ ‬للصلاة،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بناية‭ ‬بل‭ ‬أحيانا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬طابق‭ ‬مكان‭ ‬مخصص‭ ‬للصلاة‭ ‬ويدعى‭ ‬باللغة‭ ‬المحلية‭ ‬سوراو‭ (‬مصلى)،‭ ‬بمرافق‭ ‬وضوء‭ ‬وأماكن‭ ‬مخصصة‭ ‬للنساء‭.‬
أما‭ ‬المطاعم‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬وفي‭ ‬شتى‭ ‬مناطق‭ ‬ماليزيا،‭ ‬فإنها‭ ‬تختلف‭ ‬جذريا‭ ‬عما‭ ‬قد‭ ‬نجده‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬أو‭ ‬جواره‭ ‬الأروبي‭ ‬والعربي،‭ ‬وفي‭ ‬تلك‭ ‬الأماكن‭ ‬يتجلى‭ ‬معنى‭ ‬آخر‭ ‬للانسجام‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬والأعراق،‭ ‬فتجد‭ ‬أكلات‭ ‬الملايو‭ ‬في‭ ‬مطعم‭ ‬هندي‭ ‬وأكلات‭ ‬صينية‭ ‬في‭ ‬مطعم‭ ‬ملايو‭. ‬والانتشار‭ ‬الكبير‭ ‬للمطاعم‭ ‬راجع‭ ‬لكون‭ ‬الشعب‭ ‬الماليزي‭ ‬معتادا‭ ‬على‭ ‬الأكل‭ ‬خارج‭ ‬البيت،‭ ‬والمكون‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬الوجبات‭ ‬هو‭ ‬الأرز،‭ ‬ومن‭ ‬السهل‭ ‬جدا‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأكل‭ ‬في‭ ‬المطاعم‭ ‬الكثيرة‭ ‬المنتشرة‭ ‬سواء‭ ‬منها‭ ‬تلك‭ ‬المجهزة‭ ‬بأماكن‭ ‬للجلوس‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬عربات‭ ‬تبيع‭ ‬الأطباق‭ ‬الجاهزة‭ ‬في‭ ‬أوعية‭ ‬بلاستيكية،‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يغني‭ ‬الماليزيات‭ ‬عن‭ ‬إتعاب‭ ‬أنفسهن‭ ‬في‭ ‬المطابخ‭.‬‭ ‬‭
طفرة‭ ‬ماليزيا‭ ‬الاقتصادية
تقع‭ ‬ماليزيا‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬يصل‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬28‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬يحد‭ ‬ماليزيا‭ ‬التي‭ ‬اعتبرت‭ ‬كدولة‭ ‬موحدة‭ ‬سنة‭ ‬1963،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تايلاند‭ ‬وسنغافورة‭ ‬وأندونيسيا‭ ‬وسلطنة‭ ‬بروناي‭.‬
عرفت‭ ‬ماليزيا‭ ‬طفرة‭ ‬اقتصادية‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬مما‭ ‬جعلها‭ ‬تتبوأ‭ ‬مكانة‭ ‬مهمة‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭.‬
وتعتبر‭ ‬كوالالمبور‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المدن‭ ‬الماليزية،‭ ‬إذ‭ ‬تأسست‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1850،‭ ‬وتتميز‭ ‬بمباني‭ ‬أيقونية‭ ‬ذات‭ ‬صيت‭ ‬عالمي‭ ‬كبرجي‭ ‬بتروناس‭ ‬واللذين‭ ‬ظلا‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬سنة‭ ‬2004‭ ‬أطول‭ ‬مباني‭ ‬العالم‭. ‬وتتميز‭ ‬المدينة‭ ‬ببنية‭ ‬تحتية‭ ‬متقنة‭ ‬تحميها‭ ‬من‭ ‬الأعاصير‭ ‬الاستوائية‭ ‬والتساقطات‭ ‬المطرية‭ ‬الشديدة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬السنة،‭ ‬وكذلك‭ ‬بخدمات‭ ‬نقل‭ ‬عمومي‭ ‬قوامها‭ ‬شبكات‭ ‬قطار‭ ‬وحافلات‭ ‬في‭ ‬المتناول‭.‬
المصدر هسبريس

عبد القادر اربوح : من المغرب, اهتمامي وحبي للتدوين هو ما جعلني أستمر ليس فقط لتقديم المواضيع بل أيضا لمساعدة الأشخاص المبتدئين ، كما كنت سابقا إلا أني لم أجد من يساعدني ! مع ذلك كافحت وواضبت على ما أحبه من عمل لأصل إلى ما أريده ، ليس كمستقبل لكن كهدف حققته ,

تدوينات ذات صلة

شكرا على ارسال تغليقك سيتم الرد عليك بعد دخول احد المشرفين EmoticonEmoticon